مرحباً بكم في مدونة سوداني في ماليزيا ونرحب بكل اسهامات الاخوة والاخوات السودانيين


مرحباً بكم في مدونة سوداني في ماليزيا ونرحب بكل اسهامات الاخوة والاخوات السودانيين من داخل وخارج ماليزيا

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 6 يناير 2014

الوطن الحقيقي للإنسان

ما هو الوطن الحقيقي للإنسان؟ اهو المكان الذي يشعر فيه المواطن بالامان، ام هو المكان الذي يقدم فيه الانسان جهده مخلصاً له حريصاً على ان يكون له دوره في نهضته وتنميته ام هو كل ذلك؟ سؤال ظل يلح علي وانا اناقش العديد من الأخوة الكرام الذين التقيت بهم سواء في السودان أو ماليزيا ... بعضهم قد غادر الي امريكا ودول العالم الأول الأخرى اما عن طريق الهجرة أو ما يعرف بالقرعة (اللوتري) أو عن طريق اللجوء السياسي .. وبعضهم ما زال ينتظر ويخطط للهجرة أو اللجوء الي الدنيا الجديدة أو كندا أو استراليا أو حتى اسرائيل. الي هذا الحد لم يعد وطني السودان تتوافر فيه للمواطنين حقوقهم وحرياتهم أو تصان فيه اعراضهم، فلا أمن ولا أمان. ام هو ذكاء وعبقرية الشعب السوداني ام العكس.
ولو افترضنا جدلاً ان حقوق ذلك المواطن وحرياته قد تعرضت للاعتداء، فهل عدم الانسان السوداني بعضا من وسائل الانصاف التي تكفل وترد عنه ذلك العدوان.
ما زال السؤال يلح علي ... هل الوطن الحقيقي لنا هو السودان ام تلك الدول التي ترحب بنا سواء فارين او مهاجرين، وهل نحن اذكياء وهم اغبياء ام نحن اذكياء اكثر منهم؟!
كتب الدكتور حمدي عطية مصطفى عامر في كتابه القيم حماية حقوق الانسان وحرياته العامة الاساسية في القانون الوضعي والفقه الاسلامي : دراسة مقارنة (2010م، الاسكندرية ، دار الفكر الجامعي):
إن الوطن الحقيقي للانسان هو المكان الذي يشعر فيه بالامان على نفسه وعرضه وماله وكرامته، فينتمي إليه ويعطي ولائه له، ويبذل نفسه فدائه، ويقدم جهده مخلصا له حريصاً على ان يكون له دوره في نهضته وتنميته، ذاك الذي توافرت له فيه حقوق المواطنة، فعاش في كنفها واحتمى بها حتى إذا ما تعرضت حقوقه وحرياته للاعتداء، وجد من وسائل الانصاف ما يكفلها ويرد العدوان عنها، والوطن الذي لاتتوافر فيه للمواطنين حقوقهم وحرياتهم او لاتصان ىفيه اعراضهم فلا امن ولا امان لهذا الوطن، الذي يوجد من اهله العراة الذين لايجدون من يكسوهم، وقاطني الشوارع الذين يفتقدون السكن وجران اربعة تأويهم، والجوعي غير السائلين الناس الحافا، والمرضى الذين تعوزهم الحاجة الي قطرة دواء تخفف آلامهم، والمظلومين الذين انسدت امامهم السبل لانصافهم ورفع الظلم عنهم، تائهين في ذلك بين قضاء بطئ لايحصل منه من هضم حقه عليه إلا بشق الانفسبعد زمن طويل تستغرقه الدعوى، ونفقات تقاضي باهظة تثقل كاهله، ورجل سلطة تنفيذية يتصرف تبعاً لهواه، فيقرب هذا ويبعد ذاك وينصر واحدا ويظلم الآخر، ويقوي الشديد ويضعف الضعيف الذي يستنصره فلا يجد من ينصره، ويستعدي فلا يجد من يسمع دعواه، ومشرع قد غاب وعيه عن حقوق شعبه، فاقر غصب الحقوق وظلم الناس، رافعا شعار إن الضعيف فيكم عندي ضعيف، والقوي عندي قوي أزيده قوة الي قوته، متبعا مبدأ النصرة للظالم بالاخذ بيده وتسهيل طريق الظلم له والجور على المظلوم وتركه وحيداً معزولاً لايجد سرابيل تقيه الحر ولا سرابيل تقيه البأس فحرم بذلك من نعمة الله، ومنع عنه فضله ظلماً وعدوانا، فلما حرم هذا الوطن من حقوقه، احس بالظلم والهوان وعاش حياة الضعف والاستكانة وتجرع من كئوس الذل والحرمان ويضار من ذلك الوطن ، ويحرم من حماس ابنائه ويفقد إخلاصهم له ووفائهم لعملهم وجهدهم من اجل رفعته، وما ذلك إلا لعدم اعتبار حقوق الانسان التي هي الاساس في التقدم والركيزة في التنمية.
وكتب احدهم: بعد بحث طويل، وجدت إجابات عديدة, عن الوطن الحقيقي منها.
1)الوطن : هوالمكان أوالمنطقة التي يرتبط بها الشعب ارتباطا تاريخيا طويلا.
وهو المنطقة التي تولدت فيها الهوية الوطنية للشعب. وليست هذه المنطقة الجغرافية بالضرورة
مكان ولادة الشخص، بل هي المنطقة الجغرافية التي ولدت فيها أمته. تعني هذه الكلمة في لغات
مختلفة الوطن في السياق المعبر عن الانتماء كما في اللغة الألمانية: Heimatland وفي اللغة
الإنجليزية: Homeland، أي أرض البيت، أو في السياقات القومية، مثل: أرض الآباء
(Fatherland)، أو أرض الأم ( Motherland )، أو الأرض الأم (Mother country).‏
2)الوطن: هو عقد شراكة بين مجموعة من الناس على ارض مشتركة بينهم تحدد فيه الحقوق
والواجبات, ويتفق الجميع على انه يعلو فوق مصلحة الأفراد, يأخذ الوطن بعد ذلك قداسة فى
قلوب الناس بسبب السيكولوجية البشرية التى تحب الوحدة وتحن للأصل. هذه السيكولوجية هى
التى تجعل البشر يتجمعون فى جماعات ولا يعيشون فرادى.
3) الوطن: هو المكان الذي يعيش به الناس مع توفر أسباب المعيشة والعمل والراحة والحرية
والانتماء والتضحية والحب, وكل ما سبق يختلف باختلاف الدين والأنظمة السياسية الحاكمة
والتعليم والإقتصاد, والثقافة العامة.
4)الوطن لغةً: هوالمكان الذي يسكنه الإنسان ويقيم فيه. جاء في مختار الصحاح: الوطن محل
الإنسان. واصطلاحا: هو البلد الذي تسكنه أمة يشعر المرء بارتباطه بها وانتمائه إليها.
أو هو بقعة الأرض التي تولد عليها وتستقر فيها جماعة ما، وتكوِّن هذه البقعة بيئة حاضنة دائمية
لأفراد الجماعة مستقلين ومجتمعين.
وغيرها الكثير من التعريفات النموذجية تارة, والناقصة تارة أخرى.
إذن أنا لم أجد في بحثي تعريفا يشبع رغبتي في المعرفة ويزيد ثقافتي, كل ما وجدته اجتهادات من مفكرين وكتاب, كل شخص منهم يعطي تعريفه للوطن بما يشعر به نحو وطنه الحقيقي الذي يعيش فيه.
في الحقيقة لم أجد شيئا يستحق الذكر . كلها اجتهادات شخصية.
وفي النهاية أدركت شيئا مهما وخرجت بفائدة واحدة, وهي أن كل مواطن يستطيع تعريف وطنه من خلال نظرته هو فقط.

وعن نفسي, تعريف الوطن هو كالتالي:
الوطن هو مجموعة الأماكن التي أرتبط بها ارتباطاً وثيقاً.
هو البيت الذي أسكنه وحدي, والمسجد الذي أصلي فيه, والسوق
الذي أقضي حوائجي منه, والمكان الذي أعمل به, والطريق الذي
أسير فوقه, والبقعة الصغيرة بجوار الجبل, التي أجلس فيها مع
أصدقائي وأتسامر معهم, والمستوصف الخاص الذي أقصده
والصيدلية التي أشتري منها, وسيارتي التي أقودها بمفردي,
والبنك الذي أتعامل معه, وكل صغيرة وكبيرة أنعم بها وحدي.
طبعاً, كلمة وحدي تعني أنا وأهلي وأصدقائي.
وكل شيء غير ما ذكرت أعتبره أوطانا مجاورة لوطني يقطنها أصدقاء وأقارب لي أزورهم بين فترة وأخرى، ولي فيها حاجات ومصالح احرص على قضائها.